ذات دلالتين ، أولاهما انه ربك ، وثانيتهما انا رسولا ربك.
ولماذا «آية» وقد اوتي موسى تسع آيات حيث أرسل (فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) (٢٧ : ١٢)؟.
لان الموقف هنا في مقام اثبات رسالتهما بآية الهية ، دون كمّها وكيفها ، وان الآيات التسع هي كواحدة في اصل التدليل على صحة الربوبية والرسالة ، فآيات الرسالات كلها تنحو منحى هدف واحد هو اثبات الرسالة الإلهية ، على اختلاف صورها وسيرها.
وهنا بعد ثبوت الرسالة والألوهية ـ وهما الهدى الإلهية ـ بخطط مصير كل من اهل الهدى والردى بمسيرهما :
(وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) دون من عارضها ، ام لا لها ولا عليها ، فهلا تريد يا فرعون ان تكون من اهل السلام باتباع الهدى وترك الهوى.
ثم العذاب وأنت تعذب بني إسرائيل (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) كذب الهدى بعد إتيانها ، وتولى عنه الى غيرها ، فهل انهم كذبوا الهدى وتولوا عنها حتى يستحقوا عذابك؟ وهم موحدون مهتدون!.
ام أنت المكذب للهدى ، المتولي عنها ولذلك تطغى ، فاترك الطغوى الى التقوى حتى يسلم السلام على من اتبع الهدى ، وذلك تنديد بكل مكذب بحق متول عنه أيا كان (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٨١ في اصول الكافي باسناده الى عبد الله بن ابراهيم الجعفري قال : كتب ابو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) الى يحيى بن عبد الله بن الحسن : اما بعد فاني أحذرك ونفسي وأعدك اليم عذابه وشديد عقابه وتكامل نقماته ـ