الآيات الثلاث الاخرى تلحيقات تكملها في هذه الشرعة الأخرى.
وقد تكون هذه الثلاث في آيتنا تعنيها السجدتان فيما عنت وعنتا فالسجدة الاولى : اللهم انك منها خلقتنا ، ورفع رأسك : ومنها أخرجتنا ، فقد تعنيهما (مِنْها خَلَقْناكُمْ) والسجدة الثانية : وإليها تعيدنا ، ورفع رأسك من الثانية : ومنها تخرجنا مرة اخرى» (١).
ثم (مِنْها خَلَقْناكُمْ) تعني تناسل الذرية الى جنب الإنسان الاول ، مهما بان البون بين الخلقين من تراب ، (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) اعادة ما خلق منها فيها (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) إخراج لما خلق منها وأعيد فيها ، و «كم» في هذه الثلاث تعني جزئي الكيان الانساني جسدا وروحا وهي أحرى ان تعينها «كم» فقد خلقنا بأرواحنا وأجسادنا من الأرض منذ البداية في تناسل الذرية ، فالإنسان الأول خلق جسمه من تراب ثم روحه المنفوخ فيه سلالة من الجسم نفسه ، ثم الإنسان عبر التناسل مادة ارضية حتى الجنين ومن ثم (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) روحه المنفوخ فيه هو إنشاءه خلقا آخر ، سلالة من جسمه ، وعلى حد المروي عن أئمتنا هو «جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا».
فجسم الإنسان الظاهر وجسمه المثالي ، بروحه النباتي والحيواني والانساني ، انه في هذه الخماسية مخرج من الأرض ثم يعاد فيها ثم يخرج منها مرة أخرى كما الاولى ، بالأجزاء الأصيلة التي عاشها طول الحياة وكما يناسب الحياة الأخرى.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٨٢ في العلل باسناده الى احمد بن علي الراهب ، قال قال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) يا ابن عم خير خلق الله ما يعني السجدة الأولى فقال : تأويله اللهم.