بالقائه قذفا لحليهم ، وما قالوا (هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) فانما زعزعهم عن بقية الايمان بما قبض ونبذ ، ثم القى بينهم قذف حليهم ليصنع لهم ما يعبدون كما كانوا يأملون!.
وعلّ من اثره مواعدة الثلاثين ، التي انقلبت الى الأربعين ، فقد قبضها في قبضته ، ثم نبذها في نبذته ، قبضا كوعد الله ، ونبذا كخلف لوعد الله ، وعوذا بالله!.
ومن اثره (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) فقد قبضه كتصديق ثم نبذه بتلك المواعدة ، ان لو كان إلهه معه فكيف واعده الى جانبه الطور الأيمن؟!.
هذا وقد يؤيده ان خطب السامري المسؤول عنه لم يكن صنعة العجل الجسد لأنها كانت ظاهرة لا تدفع لسؤال ، بل هو الأمر الخطير الذي أهمه فدفعه لصنعه والدعوة الى عبادته ، كما ويؤيده أخيرا (وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).
وطبيعة الحال قاضية في ذلك المسرح ان ليست صنعة العجل الجسد الذي له خوار بمجردها هي السبب لضلال من ضل ، إلا بتقديم ما يصفي الجو لتقبل ذلك الضلال المبين وقد فعل وافتعل فأضل كما ضل.
ثم الخوار للعجل الجسد فتنة إلهية وليست آية تمكّن صاحبها من دعوى الألوهية او الرسالة ، كيف وقد انقلبت عصى موسى حية تسعى وثعبانا مبينا ، وهذا العجل الذهبي ظل جسدا الا ان له خوارا ، وهذا الاحتمال على اية حال اسلم من كل ما قيل او يقال ، صيانة لكلام الله عن عضال لا يزول الا بمزيد اشكال ، ومشكلة الخوار قد تدفع بدافع غير ما ذكر انه كان بسبب صناعي ووضع خاص هندسي أمام الريح فهو كصوت العجل وليس صوته.