الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) (١٧ : ٦٢) (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (١٥ : ٣٩).
والشقاء هنا ، المتفرعة على الخروج عن الجنة الى الحياة الأرضية ، هي التعب والعناء في هذه الحياة ، فالشقاء بالكدّ والعمل والشرود والضلال والحيرة واللهفة والانتظار والألم والفقدان ، ام أيا كان ، كل هذه تنتظرك خارج الجنة في حياة الشقوة الارضية ، وأنت في حمى منها كلها في رحاب الجنة.
ومن اصول الشقاء هناك خارج الجنة الجوع والعرى والظمأ والضحى :
(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى ١١٨ وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) ١١٩.
لا جوع فيها حيث الأكل حاضر فيها كما تشهي دون كدّ للحصول عليه ، ولا عرى حيث ملابس الجنة تلابسك دون سعى قد يخيب ، ولا ظمأ العطش حيث الماء فيها كما تشاء وحيث تشاء ، ولا ضحى الشمس حيث الجنة تجن عن الشمس الضاحية ، ثم وبرودة الهواء ونعامتها من ناحية ، وعدم الحاجة الى مظلّات من أخرى ، لا تحوجك تكلّف التستر عنها.
وهنا الجوع والعرى يتقابلان مع الظمإ والضحوة ، وهي في مجموعها تمثّل رؤوس متاعب الإنسان وشقاءه في الحصول على حاجيات الحياة ودفع مضراتها.
هذا ـ ولكنما الإنسان النسيان ، الغفلان عن تجاربه مع الشيطان ، والرغبان في البقاء والسلطان ، من هذه الثغرات ينفذ اليه الشيطان ، ابتلاء