بالعصيان وخروجا عن جوار رحمة الرحمن :
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى)١٢٠.
(ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ. وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ. فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ ...) (١٧ : ٢١).
الشيطان يحبّذ الى آدم الأكل من الشجرة المنهية ، واصفا لها بشجرة الخلد وملك لا يبلى ، بعد أنّ الرحمن يحدره عنها ، واصفا لها بشجرة الشقاء والخروج عن جنة الراحة والبقاء ، ويا للإنسان من غفلة ونسيان لعهد الله وذكراه ، كيف يميل الى الوسواس الخناس ، ويترك عظة اله الناس؟.
أتراه كذّب الله في وعده مصدقا للشيطان ، وهو من اكفر الكفر! ام ان شغفه البالغ لخلد الحياة في الجنة وملك فيها لا يبلى أنساه ذكراه ، فنسي عداء الشيطان والشقاء الناتج عن اتّباعه (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) فلقد لمس اللعين في نفس آدم الموضع الحساس ، وهو تطلّب البقاء ، فأنساه العهد والعناء المتوعدة على الخروج من الجنة ، فأقدم على المحظور :
(فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) ١٢١.
وهذه السوآت هي العورات ، فقد كانت عنهما مستورة ، وكان بدوّها من اهداف الشيطان : (لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) (٧ : ٢٠) (يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما) (٧ : ٢٧).
فقد كانت عوراتهما ملبوسة بلباس الجنة ولمّا تبدو لهما منذ خلقا ، فلما