سبعة تدلنا على انه حتما «عصى فغوى».
و «عصى» بنفسها تكفي دلالة على اقتراف الحرام ولم تستعمل في القرآن كله إلا في نفس المعنى ، كما الظلم والزلة والشقاء والغواية ، ثم هذه التوبة العريضة ليست الا عن ارتكاب محرم.
وترك الاولى تخلفا عن نهي ارشادي كما يقولون ، لا يستحق هذه التعابير القاسية القاضية على العدالة فضلا عن العصمة ، ولا يستوجب تلك التوبة الطويلة العريضة!
والعصمة الضرورية لساحة الرسالة هي منذ الرسالة حتى يقضي الرسول نحبه ، دون ما قبلها الا لمن دلت لهم الدلالات القاطعة كالرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة (عليهم السلام) ومن نحى منحاهم من اولي العزم ام سواهم.
وليت شعري ماذا يدفع هؤلاء الأعاظم الى تأويل نصوص الكتاب والسنة في عصيان آدم (عليه السلام)؟
أاستعظاما لشأن آدم (عليه السلام) والقرآن أعظم شأنا أن يؤوّل الى خلاف نصوصه ، وما تشهيره فيه بذنبه إلا «ان مخالفة الحبيب على الحبيب شديدة» (١) وليعلم ذريته انهم سيبتلون بالشيطان كما ابتلي أبوهم آدم فيتخذوه عدوا.
__________________
(١) تفسير روح المعاني للالوسي ١٦ : ٢٧٥ ـ اخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي عبد الله المغربي قال : تفكر ابراهيم (عليه السلام) في شأن آدم (عليه السلام) فقال يا رب خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ثم بذنب واحد ملأت أفواه الناس من ذكر معصيته؟ فأوحى الله اليه يا ابراهيم اما علمت ان مخالفة الحبيب على الحبيب شديدة!؟