فكما الله إله الإنشاء ، كذلك إله للإنشار وبأحرى ، فلتقطع آمال المشركين الذين يحسبون لهم آلهة من الأرض هم ينشرون ، فيسامحونهم فيما يعلمون ، ف (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
ولئن سئلنا : كيف ينكر عليهم إنشارا هم ناكروه قائلين (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) مستبعدين ان يحيها الله وهو الخالق لها ، فكيف يعتقدونه في أصنام ما هي الا جمادات بلا أرواح؟.
والجواب : علها حجة إلزامية عليهم بما التزموا من عبادتهم لهذه الأوثان ، ولزامها الثواب عليها فعلا والعقاب تركا ، وليس شيء منهما في هذه الحياة الدنيا ، فلتكن حياة اخرى فيها الجزاء ، فهل ان آلهة من الأرض هم ينشرونهم فيجزون بما ينشرون؟.
وكيف «هم ينشرون» وهم يعجزون عن إنشار أنفسهم فأنّى تؤفكون؟.
ام كيف «هم ينشرون» والله خلقهم ومن يعبدون ، أليس الذي بدء الخلق باحرى ان يعيده : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)؟!
ومن الدليل ـ القاطع القاصع القامع ، المستمد من جوهرة الكون وواقعه ـ على وحدة الالوهية في كافة الحقول إنشاء وإنشارا :
(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) ٢٢.
آية منقطعة النظير في برهنتها الكاملة الشاملة ، الماحقة كل فروضات تعدد الآلهة ، نقدّم تفسيرا لمفردات لها ، ثم نخوض في البحث عن مدلولها.
ف «لو» تحيل مدخولها وبأحرى في المسائل العقلية ، إحالة جوهرية