كيف وكيف» (١) ، اللهم الا سؤال التفهم فيما يصح ، وسؤال الحاجة كما
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣١٦ ـ اخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ان في بعض ما انزل الله في الكتب : اني انا الله لا اله الا انا قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له اني انا الله لا اله الا انا لا أسأل عما افعل وهم يسألون فويل لمن قال كيف وكيف».
أقول التقدير لا يعني التسيير ، بل هو تقدير لكل حسب ما يناسب عقيدته وطويته وفعلته بمشيئة. وفيه ـ اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ميمون بن مهران قال لما بعث الله موسى وكلمه وانزل عليه التوراة قال : اللهم انك رب عظيم لو شئت ان تطاع لأطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله اليه اني لا اسأل عما افعل وهم يسألون.
وفيه اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن نوف البكالي قال قال عزير فيما يناجي ربه يا رب تخلق خلقا تضل من تشاء وتهدي من تشاء فقال له يا عزير اعرض هذا فأعاد فقيل له لتعرضنّ عن هذا والا محوتك من النبوة اني لا اسأل عما افعل وهم يسألون وفي لفظ آخر : ان عزيرا سأل ربه عن القدر فقال سألتني عن علمي عقوبتك ان لا أسميك في الأنبياء
أقول وكما نراه غير مذكور في القرآن الا (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ ...)!
وفي آخر يذكر القصة عن موسى وفي آخرها «فانتهى فلما بعث الله عزيرا وانزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال انه ابن الله قال : اللهم انك رب عظيم ... فأوحى الله اليه اني لا اسأل عما افعل وهم يسألون فأبت نفسه حتى سأل ايضا فأوحى الله اليه : اني لا اسأل ... فأبت نفسه حتى سأل ايضا فقال : أتستطيع ان تصرصره من الشمس قال لا قال أفتستطيع ان تجيء بمكيال من ريح ، قال لا قال أفتستطيع ان تجيء بمثقال من نور قال لا قال أفتستطيع ان تجيء بقيراط من نور قال لا قال فهكذا ان لا تقدر على الذي سألت اني لا اسأل عما افعل ، وهم يسألون اما اني لا اجعل عقوبتك الا ان أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم فمحى اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل .. قال اللهم انك رب عظيم ... فأوحى الله اليه ـ