ومؤمنين ، فلم يأت رسول ثابت الرسالة يقول غير ما نقول ، اجماعا نقليا رساليا هو من اعمق الادلة العقلية على التوحيد ، فان كان في الكون إله آخر ام الهة اخرى فمن هو رسولهم ، وما هي آثارهم الربوبية بجنب هذه الربوبية الشامخة الشاملة المحلقة على الكون كله!
و «ذكر» في «من معي ـ و ـ من قبلي» يعم كتاب الذكر ، ونفسه في أنفسهم الناتج عن ادلة انفسية وآفاقية ، والذكر الاول من الثانية ، وبصيغة اخرى تعمهما «يعني بذكر من معي ما هو كائن وبذكر من قبلي ما قد كان» (١).
وقد يعني «هذا» : القرآن ، فانه يحمل ذكرا ل «من معي» وهم المسلمون اجمع «من قبلي» حيث يذكر ذكري سائر كتب السماء دون إبقاء وكلّ محتمل والجمع أكمل وأجمل.
إذا ف (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) طلب لبرهان على ما يدّعون بعد البرهان على توحيد الله ، ولأنهم ليس لهم برهان ينقضه أصبح توحيد الله مزوّدا بعدم برهان على التعدد بعد البرهان على التوحيد ونفي العدد!.
وهو الأصل في حوار الامام الرضا (عليه السلام): «قولك انه اثنان دليل على انه واحد لأنك لا تدعو الثاني إلا بعد إثباتك الواحد والواحد متفق عليه والثاني مختلف فيه»!
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ) : دليلا ومدلولا ، فلا يميزون برهانا عن ادعاء ولا ادعاء عن برهان ، وهو جهل الجهالة المقصرة ، لا قاصرة غير مسئولة ، وهناك قلة مضللة يعلمون الحق وهم منكرون (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) وهم حملة مشاعل الضلالة والمتاهة.
__________________
(١). المجمع في الآية قال ابو عبد الله (عليه السلام) : ....