ومن ثم فتقت الأرض بالإنبات بما فتقت السماء بانزال الماء ، فتقا ثالثا بعد رتق ثالث كما هنا (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) ـ (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا. ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا) (٨٠ : ٢٧) (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ. وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) (٨٦ : ١٣).
وفي رواياتنا تصريحات وإشارات الى هذه الفتقات بعد الرتقات كما وتستنكر الفتق المختلق من اصحاب فرضية الانفصال : «فلعلك تزعم انهما كانتا رتقا متلازمتين متلاصقتين ففتقت إحداهما عن الاخرى ..»؟ (١).
ثم تثبت سائر الفتقات ولا سيما المستفادة من ذيل الآية (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) وهي الفتقة الثالثة.
ومن جماع الدلالة على كلها ام جلها مقتطفات من خطب الامام امير
__________________
(١) المصدر في روضة الكافي في سؤال الشامي أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية قال (عليه السلام): فلعلك ... فقال نعم فقال ابو جعفر (عليه السلام) استغفر ربك فان قول الله عز وجل (كانَتا رَتْقاً) يقول : كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فتق السماء بالمطر والأرض بنبات الحب ...».
أقول : هذا تفسير بأظهر مصاديق الفتق بعد الرتق كما يبينه ذيل الآية ، دون حصر فيه ، وقد قدم الامام (عليه السلام) خلق السماء والأرض من الماء وفي نفس الحديث بقوله : وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه وهو الماء الذي خلق الأشياء منه فجعل نسب كل شيء الى الماء ولم يجعل للماء نسبا يضاف اليه وخلق الريح من الماء ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية .. ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء ان يثور فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ... وذلك قوله : والسماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها واخرج ضحاها ... قال له الشامي يا أبا جعفر قول الله عز وجل : أولم ير الذين كفروا ...؟ قال : فلعلّك ..