رحمة من الله وعصمة وتسديد ، وقد يصدق فيه ما يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعاءه «اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا» فسألته ام سلمة في ذلك فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) يا ام سلمة وما يؤمنني وانما وكل الله يونس بن متى الى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان» (١) وقد يشبهه ظلمه هذا ظلم موسى (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ) (٢٨ : ١٦) مهما كان ذلك قبل رسالته ، وهما
__________________
(١) البحار ١٤ : ٣٨٤ عن تفسير القمي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في بيت ام سلمة في ليلتها فقدته من الفراش فدخلها من ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت اليه وهو في جانب من البيت قائما رافعا يديه يبكي وهو يقول :
اللهم لا تنزع مني صالح ما اعطيتني ابدا ، اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا ، اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا ابدا ، اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه ابدا ، قال : فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لبكائها فقال لها ما يبكيك يا ام سلمة؟ فقالت : بابي أنت وامي يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولم لا ابكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، تسأله ان لا يشمت بك عدوا ابدا وان لا يردك في سوء استنقذك منه ابدا وان لا ينزع منك صالح ما أعطاك ابدا وان لا يكلك الى نفسك طرفة عين ابدا فقال يا ام سلمة ... (نقلناه بكامله عن الهامش نقلا عن الأصل).
وفيه (٣٨٧) عن الكافي ٢ : ٥٨١ عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ـ وهو رافع يده الى السماء ـ رب لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا» لا اقل من ذلك ولا اكثر ، قال : فما كان بأسرع من ان تحدرّ الدموع من جوانب لحيته ، ثم اقبل عليّ فقال : يا ابن أبي يعفور ان يونس بن متى وكله الله عز وجل الى نفسه اقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب قلت : فبلغ به كفرا أصلحك الله؟ قال : لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك.