ان احزاب الإفساد العالمي باحدابها ، ليست لتنهض النهضة الاخيرة المدمرة إلّا عند ما (اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) تعبيدا سلبيا لاقامة دولة الحق ، كما وايجابيته هي التحصّل على أنصار هذه الدولة المباركة.
فدولة الباطل الاخيرة تكرّس كافة الطاقات المفسدة وامكانياتها لكي تملأ الأرض ظلما وجورا ، ثم دولة الحق تملأها قسطا وعدلا.
وعلّ «كل حدب» دون «كل مرتفع» للتأشير الى أصلاب الأحداب الناسلة عنها كل يأجوج ومأجوج ، وكذلك كافة القوات المتظاهرة المتظافرة ، فان اصل الحدب هو مرتفع الظهر ، فانه ظهير القوة البدنية ، إذا ف «كل حدب» قد تعني كل طاقة مرتفعة مترفعة انتسالية ، ام حربية وسياسية واقتصادية وثقافية وعقيدية اما هيه من احداب وقوات بشرية ، حيث تحشر في آخر الزمن ، فتهدر الانسانية الى هوّات البهيمية من ناحية والى سقطات مختلف الموتات روحية وبدنية من اخرى ، فتصبح الحياة الانسانية ظلمات بعضها فوق بعض ، ويحلّق الظلم على كافة جنبات الحياة ، فلا يبقي من الحيوية الانسانية أثرا وثمرا الا اجترم ، ولا حرمة الا اخترم ، حتى يقوم قائم الحق الذي «به يملأ الله الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا»!
وقد تؤشر (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) لبني إسرائيل ، ان يأجوج ومأجوج ، هم أيا كانوا ، ليسوا إلا من جنودهم الأصلاء في الإفساد العالمي بعد الجنود الاسرائيليين ، حين يسيطر بنو إسرائيل على كافة الأحداب ، فتنسل يأجوج ومأجوج ومن معهم من «كل حدب» وكما هم أنفسهم ينسلون.
فإذا تم فسادهم وطمّ (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) هنا في دولة الإمام القائم المهدي (عليه السلام) ، وهناك في القيامة الكبرى قائلين هنا وهناك :