موسى وانها عندنا» (١) اي اهل البيت (عليهم السلام) ، ولا تصدقها (هِيَ عَصايَ ..) او تكذبها ، ولئن كانت فيها من قبل خوارق عادات لذكرها في عداد العاديات من فوائدها ، اللهم إلا ان تكون معنية فيما يعنى عن (مَآرِبُ أُخْرى).
ولو ان (مَآرِبُ أُخْرى) تعني ما قد يروى من خوارق العادات ، فكان موسى ـ إذا ـ تعودها منها ، فلما ذا يخافها إذا هي حية تسعى؟! (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى)!
ومن المحتمل ان الخوارق من هذه العصا بدأت منذ ألقى ، والى ضربها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، والبحر فحصل بها فيه اثنى عشر طريقا يبسا ، ثم الى القائم منا (عليه السلام) وعساه يعمل بعصاه هذه اكثر من موسى وكما قد يروى.
وموسى هنا بعد تسمية العصا ذكر لها مأربين من مآربه ، قاصدا تطويل الجواب آنسا طائلا في نداء ربه ، إذا بالكلام متفلتا عنه استحياء منه ام لعدم مساعدة الحال واضطراب البال فأجمل سائر مآربه الى قوله
__________________
(١) المصدر عن الكافي بسند عن محمد بن الفيض عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وانها لعندنا وان عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئته حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق حين استنطقت ، أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسى (عليه السلام) وانها لتروع وتلقف ما يأفكون ، وتصنع ما تؤمر به انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض والاخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.
وفيه عنه (عليه السلام) قال : خرج امير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الامام عليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصى موسى.