الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى.) (١٦ : ٦١) (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) ..) (٣٥ : ٤٥).
وكما للعظمة الإلهية ـ وأن دعوا للرحمن ولدا ومن دونه اولياء ـ موقعها في (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ) كذلك للوحي الإلهي المعلّل بخماسية الأسماء الحسنى وأخراها «العظيم» أن يفطر القلوب ويقلبها غيرها ، ف (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (٥٩ : ٢١) فيا لقلوبنا من قساوة لا تتخشع وتتصدع من خشية الله!.
ولماذا هنا (يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) وفي مريم «يتفطرن» دون فوقهن؟ علّه لان تفطرها في مريم (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) وهنا إضافة إليها ، العظمة الإلهية من فوقهن ، وعظمة الوحي تكوينا وتشريعا من فوقهن (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) (٤١ : ١٢) ، شاملا لسماء الدنيا حين تشمل أرضنا ، حيث الوحي قول ثقيل أيا كان وأيان : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (٧٣ : ٥) فهاتان الفوقيتان مع (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) تسبّب أن (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ..)!
ثم (مِنْ فَوْقِهِنَّ) كما تعني فوقية العظمة والوحي الإلهي ، تعني كذلك نفس الفوقية السماوية أنها تتساقط بأجواءها وأجرامها.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)(٦).
إن ولاية التشريع والتكوين المستفادة من هذه الآيات الخمس وأشباهها في سائر القرآن ، هي خاصة بالله كسائر الولايات الإلهية ، ولا تعدوه إلى سواه ، فإنها ولاية ذاتية هي لزام ألوهيته وربوبيته ، ثم ولا يولي رسله