وأولياءه إلّا ولاية بلاغ الشرع ، والأولوية في المرجعية الروحية السياسية ، كما يحددها سبحانه ويتخذهم أولياء لخلقه ، فلا ولاية ذاتية أيا كان لمن سواه ، ولا غيرها إلّا بجعله.
فمن يتخذ من دون الله أولياء : ولاية إلهية من دون الله ، أم جعلية من دون إذن الله (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) على هؤلاء المتخذين فكرتهم وفعلتهم الخاطئة وسوف يحاسبهم عليها ، وعلى الأولياء الزور الطواغيت حيث ادعوها أو قبلوها ، وعلى الأولياء الأوثان وهؤلاء ، فالله حفيظ عليهم بولاية التكوين والتقدير ، فكيف يتخذون من دون الله أولياء؟ (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ) ؤلاء هؤلاء) (بِوَكِيلٍ) : أن تمنع الطالب والمطلوب من فعلته وحالته وكالة تكوينية ، وإنما لك رسالة بلاغيّة عذرا أو نذرا.
فهنا (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) إنذار واحتجاج ما أخصرهما وأجملهما ، فالحفاظة الإلهية على من اتخذوا من دونه أولياء حفاظة أنفسية حيث هم في حفظ الله وإن يشاء يذرهم دون حفظ فيتهدرون ، وحفاظة على أعمالهم السيئة حيث تشهد عليهم يوم يقوم الأشهاد. وهذا إنذار لأولاهم وأخراهم ، ثم هو حفيظ على المتخذين من دونه أولياء ، لولا حفظه لهم لم يظلوا في كونهم وكيانهم فكيف يتخذون أولياء ذاتيا من دون الله أندادا ، أم جعليا في سائر الولايات إلّا التكوينية والتشريعية ، فالحفيظ عليهم كما يحفظ كونهم كذلك يحفظ كيانهم ، فولاياتهم غير الإلهية ليست إلّا بإذن الله فكيف يتخذون من دون لله أولياء؟ وإذا كانوا طواغيت جمع عليهم الإنذار والإحتجاج.
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)(٧).
«وكذلك» البين المبين من آيات كما هنا وفي سائر القرآن (أَوْحَيْنا