٢٣).
وبالجمع بين العمال وأعمالهم ، بينهم وبين كتبهم وشهودهم ، حتى يحقق الجمع بين كل عمل وجزاءه .. : (لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
ثم الإنذار كتحقيق وإن كان مرحليا من حيث التطبيق منذ العشيرة الأقربين : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٦ : ٢١٤) إلى قوم لدّ وهم الألداء من العرب : (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (١٩ : ٩٧) وإلى من بلغ : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (٦ : ١٩) ثم الى العالمين أجمعين : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (٢٥ : ١).
ولكنما الإنذار بالقرآن ككل ليس مرحليا ، بل (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) (٦ : ٥١) (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (٦ : ٩٢). والمؤمن بالآخرة لا يحصر في أم القرى والقريبة منها ، بل ويعم كل من سبيله الإيمان أيا كان وأيان.
ثم في المرحلية أيضا إنما يترحّل الإنذار من عشيرته إلى قومه اللّد أيا كانوا ، لا في القرى المجاورة لأم القرى ، فلا العشيرة الأقربون محصورون فيها ، ولا القوم اللد مخصوص بها ، فالأقرب الأحرى في الإنذار هم الأقربون قرابة لا مكانا ، ثم الألداء الأشداء تعنّتا ومكانة لا مكانا ، ولا تصريحة أو إشارة في القرآن أن الأقرب مكانا أحرى وأقرب في الدعوة.
ثم وللإنذار مرحليا وسواه ـ كما سبق ـ موضع في الأولى وآخر في الأخرى كما في طيات آياته (١) ثم وكذلك التبشير ولكن الإنذار يحتل الموقع
__________________
(١) والاكثرية الساحقة من آياته تنحو منحى الأخرى لأنها أحرى واكثر تأثيرا ، وقليل منها تخص الأولى وثالثة تعمها.