وهمك عليه من شيء فهو خلافه لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام إنما يتوهم شيء غير معقول ولا محدود»(١).
فالقول إن لنا وجودا كما الله موجود ، فهذه مماثلة في الذات ، ثم لنا صفات العلم والقدرة والحياة كما لله ، ثم لنا أفعال كما لله أفعال ، مهما اختلف الخلق عن الخالق في الكمال والنقص ، إلّا أن المماثلة كائنة وإن في شيء من ذات او صفات او أفعال؟! إنه هراء جارفة وهرطقة خارفة!.
حيث إن هذه مماثلة في التعبير ، وأما المعبر عنه هنا وهناك ففي غاية المباينة ، فلا يعنى من «الله واحد» إلا أنه أحدي المعنى والإنسان واحد ثنويّ المعنى : جسم وعرض وبدن وروح ، فإنما التشبيه في المعاني لا غير (٢) كما لا يعنى من «الله موجود» وجود كوجود الخلق فإنه تشبيه في الذات ، وإنما يعنى : أنه ليس بمعدوم ، ثم لا نفهم من وجوده شيئا ، وكذلك علمه وحياته وقدرته ، فلا نفهم منها إلّا نفي الجهل والموت والعجز ، لا النفي المطلق ، فلا تعني وجوده وصفاته فيما نفهم إلا أنه «خارج عن الحدين حد التعطيل وحد التشبيه».
.. (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) : سميع لا بآلة بصير لا بأداة ، خارج عن تصرف الحالات«سميع لا بأذن ، بصير لا ببصر» (٣).
__________________
(١) المصدر باسناده الى عبد الرحمن بن أبي نجران قال : سألت أبا جعفر الثاني عن التوحيد فقلت : أتوهم شيئا؟ فقال : نعم غير معقول ..
(٢) البحار ٣٠ : ٣٠٤ في جواب سؤال اليهودي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٣) نور الثقلين ٤ : ٥٦١ ح ٣٠ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقلنا إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش الى الثرى من الذرة الى اكبر منها في برها ـ