الضاربة في أعماق الزمان وأصوله ، فكلّ من حملة الشرائع الخمس امتداد رسالي لما سلفه ، وكما أن الكل لهم شرائع من دين واحد ، إذا ففيم يتقاتل ويتضارب أتباع كل شرعة مع الأخرى أو ومع شركائها في نفس الشرعة ، ولماذا لا يتضامّ الجميع ليقفوا تحت الراية الواحدة التي تحملها رسالة واحدة إلى إله واحد ، وأخيرا لماذا لا يجتمع الكل تحت الراية المحمدية التي تشمل الدين كله والشرائع كلها؟ وهي هي الراية التي قدم لها ولرفعها الأربعة الأوّلون؟!.
فهنالك دين وأمر واحد ، وهنا وهناك شرعة وشرعة إلى خمس من الدين الأمر ، فلأن الله واحد فدينه وأمره واحد ورسالته كذلك واحدة والمكلفون كذلك أمة واحدة لهذه الرسالة الواحدة مهما اختلفت قشور وصور من شرعة وجاه شرعة : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ. فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) (٢٣ : ٥٧).
إن الشرعة هي الطريقة الواضحة البينة حيث توصل متشرعها إلى غايته القصوى وهي دين الله وأمره ، أمره والائتمار به ، وكما الدين هو لله ومن الله كذلك المشرع الشرعة إليه هو الله ، وكما اختلاف العبادات أم ماذا صوريا في شرعة واحدة ينحو منحى هذه الشرعة ، كذلك الاختلاف بين شرعة وأخرى لا ينحو إلّا منحى دين واحد هو الأمّ للشرائع كلها ، فمهما اختلفت الصور ضرورة أو ابتلاء فالجذور واحدة هي الطاعة لأمر الله.
وترى من هم المخاطبون في (شَرَعَ لَكُمْ) أهم الحاضرون زمن الوحي؟ وهم شرذمة قليلة من المكلفين طوال الزمن! وليست الشرعة منهم