تقدير (وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) إذا لم تشملهم ـ ولا سمح الله ـ (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)!
وإن العقيدة هي الصخرة الصمّاء الصلبة التي يقف عليها صاحبها ، فلا مأخذ لها إلّا قاطع البرهان دون شك مريب أو غير مريب ، ولا يزعزعها أقاويل الأولين أم من ذا من القائلين.
المسلمون الذين يعيشون الوحي الأخير : القرآن العظيم ، أولئك هم دوما من الحملة الأولين ، إذ لا تحرّف في القرآن ولا في حرف او نقطة او اعراب ام ماذا ، فقد جاءهم علم خالص وحجة بينة كافية شافية لا تدع لهم مجالا لشك مريب أم غير مريب ، ولا لأي تفرق فيما الحجة من الكتاب قاطعة لا ريب فيها ، ولو أنهم تبنّوا القرآن كأصل أصيل لزال الكثير من خلافاتهم ولكن! ...
(فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)(١٥).
آية يتيمة عديمة النظير تأمر صاحب هذه الرسالة السامية إلى الدعوة والاستقامة كما امر ، وإلى عشرة كاملة من مناهي وأوامر هامة تتبناها الرسالة الإسلامية كأصول الدعوة : ١ ـ دعوة ٢ ـ واستقامة ٣ ـ وتركا فيها لأهوائهم ٤ ـ (وَقُلْ آمَنْتُ) ٥ ـ «و (أُمِرْتَ ..) ٦ ـ (اللهُ رَبُّنا ..) ٧ ـ (لَنا أَعْمالُنا ..) ٨ ـ (لا حُجَّةَ بَيْنَنا ..) ٩ ـ (اللهُ يَجْمَعُ ..) ١٠ ـ (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)!
وقد تشبهها آية أخرى في أصل الاستقامة إضافة إلى من تاب معه