معها إلى حجة أخرى ، لا مثبتة حيث ثبتت بالاستجابة ، ولا نافية فإنها عند ربهم داحضة.
وترى أن استجابة جماعة لشرعة هي برهان أنها إلهية؟ فلتكن كل شرعة حقة وإلهية! أم لهذه الاستجابة شروط ومقومات ، فما هي مقوماتها حيث كانت في الشرعة الأخيرة فلا محاجة ـ إذا ـ إلّا وهي داحضة؟!.
ولأن الدحض هو الزلق ، فالحجة الداحضة هي الزالقة ، الضعيفة غير الثابتة ولا متماسكة ، الواطئ الذي تضعف قدمه فيزلق عن مستوى الأرض ولا يستمر على الوطء ، وداحضة بمعنى مدحوضة بنفسها أنها تدحض نفسها بنفسها لضعف سنادها ووهاء عمادها ، فهي هي المبطلة لنفسها من غير مبطل غيرها ، لظهور أعلام الكذب فيها وقيام شواهد التهافت عليها ، وإنما اطلق تعالى اسم الحجة عليها وهي شبهة واهية لاعتقاد المدلي بها أنها حجة ، وتسميته لها بذلك في حال النزاع والمناقلة حيث يوردها موردها مورد الحجة ، ويسلكها طريقها ويقيمها مقامها.
حجج داحضة :
من حجج اليهود والنصارى أن التوراة أو الإنجيل متفق عليه بينهم وبين الذين أسلموا ، والقرآن مختلف فيه ، فليأت المسلمون لوحي القرآن ببرهان دوننا حيث الاستجابة للتوراة والإنجيل تجمعنا دون القرآن.
فيقال لهم : إن هذه الحجة داحضة : باطلة زائلة في ميزان الحق لا تستحق إلفات نظر ، نسألهم أولا ما هي ماهية الاتفاق بيننا وبينكم في الكتابين؟ ألأننا كلنا نؤمن بآله واحد ، فاستجابتكم لكتاب سابق من الله بآيات صدقه وبينات رسوله تحملنا على تصديقه ، فعليكم كذلك تصديق القرآن لاستجابتنا له بآيات كمثلها أو هي أحرى وأهدى سبيلا ، إذا فحجتهم داحضة!