المجردة في سلبية الأجر سارية دون تكلف : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ. إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (٣٨ : ٨٨) (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) (٥٢ : ٤٠)؟ (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (١٢ : ١٠٤).
آيات ثلاث تنفي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) سؤال الأجر كاستمرارية للسنة الرسالية ، وثلاث أخرى تعالج موقف المودة في القربى أنها ليست في الحق أجرا وإنما «هو لكم» وسبيل إلى ربكم ، ودخول إلى مدينة علم الرسول من أبوابها المقررة لكم.
إذا فلتكن المودة في القربى لصالحهم كمسلمين ، وسبيلا إلى رب العالمين ، فلتكن مودة في أبواب مدينة علم الرسول ، واستمرارية لرسالة الرسول ، لا مودة في أقرباءه بسبب القرب سببيا أو نسبيا أم ماذا من القرابات التي لا يحسب لها حساب في ميزان الله.
ومن المعلوم دون ريب أن وجهة الخطاب هم المؤمنون المبشر لهم بروضات الجنات حيث آمنوا وعملوا الصالحات ، دون الظالمين المشفقين مما كسبوا ، إذ الناكرون لأصل الرسالة لا يعقل طلب الأجر منهم جزاء لهذه الدعوة وهم ناكروها حتى يقول (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) ثم يطلب منهم بدل الأجر مودتهم له (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم ألدّ أعداءه حيث يسب آلهتهم.
ثم هل من المعقول سؤال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنين برسالته أن يودوه في قرابته منهم ، وليسوا هم كلهم من قرابته ، ولم يكونوا يعادونه بعد الإيمان حتى يطلب ودّه نفسه لقرابته! أم ماذا من تأويلات عليلة.
إن القربي هنا كما تقول آياتها ليست إلّا القربى التي تقربهم المودة فيهم