و «هو» لا سواه (الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) فلما ذا القنوط من رحمته واللجاج في معصيته او اللجوء إلى سواه ، فباب التوبة مفتوحة على مصراعيها لمن تاب إلى الله ، وقبول التوبة لمن أرادها ، أن يتوب الله على العاصي ليتوب إلى الله ثم يتوب الله عليه ليقبلها عنه : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٩ : ١١٨) (وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا) (٢ : ١٢٨) والتوبة الصالحة هي بعد الاستغفار : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) (١١ : ٣) ومن بعد التوبة الإيمان والاهتداء والعمل الصالح : (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) (٥ : ٣٩) (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٢٠ : ٨٢).
وقد تنتهي التوبة إلى الاجتباء كما في آدم : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى. ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) (٢٠ : ١٢٢) فقد عصى فتاب إلى الله فتاب الله عليه ثم هداه هدى ثانية بعد ما اهتدى في توبته ثم اجتباه بالرسالة.
(وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ) وترى العفو هنا عن السيآت بتوبة؟ وقبول التوبة يشمله! أم دون توبة فكيف هو؟! إن السيآت هي ما دون الكبائر ، والعفو عن السيآت دون توبة موعود شريطة اجتناب الكبائر : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (٤ : ٣١) فمقترف الكبائر والسيآت دون توبة لا تعفى عنه السيآت دون توبة.
(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الله فيما دعاهم إلى دينه والتوبة إليه كما (وَيَسْتَجِيبُ) الله دعاءهم وتوبتهم (وَيَزِيدُهُمْ) في استجابتهم إياه واستجابته إياهم (مِنْ فَضْلِهِ) وأما (الْكافِرُونَ) ف (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) إذ لم يستجيبوا لربهم فلا يستجيبهم ربهم ، ولهم عذاب شديد.