وبذلّها بعد شماسها وقرّها بعد حرّها ، واعتدال حركاتها بعد اضطرابها ، وتقول النظرية معرفة الأرضية : إن هذا الدور لم يعد طائلا إلّا ٥٤ مليون سنة والأكثرية الساحقة من الماء والكلاء التي نعيشها الآن هي من ذلك الدور ، وهي أهم الأدوار الجغرافية العمارية لأرضنا ، لها أهميتها بين أدوارها.
(وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها).
علّها أخذ في تنظيم الفصول الأربعة ، ولأن الأقوات ليست إلّا لذويها فهو دور ظهور الحياة الحيوانية والإنسانية على وجه الأرض ، وتقول النظرية إن هذا اليوم الرابع يقدر ب ٠٠٠ ، ٣٠٠ سنة التي ظهر فيها الإنسان (١).
(سَواءً لِلسَّائِلِينَ).
يعني المحتاجين لأن كل محتاج سائل ، وفي العالم من خلق الله من لا يسأل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير «فهم سائلون وإن لم يسألوا» (٢) فمن سائل يسأل بلسان القال ، ومنه من ليس له قال أم لا يسأل بقال فسؤاله ـ إذا ـ بلسان الحال ، ومن سائل يسأل قبل كونه سؤال الحاجة الذاتية للاستكمال ، فهنالك مثلث السؤال «فهم سائلون» بسائر السؤال «وان لم يسألوا» بلسان القال!
(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥ : ٣٠ ـ ٢٩) (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا
__________________
(١) وهذا على فرض صحته لا ينافي عمر هذا النسل المقدر بزهاء عشرة آلاف ، فان قبله انسأل إنسانية كما فصلنا في آية الخلافة في البقرة.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٥٣٨ تفسير القمي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل حول تفسير آية التقسيم.