(ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ)(٤٣).
قيلات على الرسالات وحملتها طول التاريخ الرسالي هي كلها ويلات متناسقة مع بعض ومتشابكة ، وشريطات مكرورة تدار من حماقى الطغيان والجهالات على أصحاب الرسالات ، كلما كانت الرسالة أقوى ، ودعايتها أعرض وأنبى ، كانت القيلات عليها أوسع وأشجى ، ولأن هذه الرسالة السامية تجمع الرسالات كلها وزيادة ، فالقيلات عليها تجمع تلكم القيلات كلها (ما يُقالُ لَكَ) يا حامل الرسالة الأخيرة (إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) وقد قيل عليهم كل قيل ، فلتصبّر نفسك على كل قيل (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) مهما كان مرساهم «ولتصنع على على عيني» ف «بأعيننا» تجمع جماع الرقابات حفاظا على رسالتك ، لأنها محطة القيلات.
(إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ) يغفر قيلات عليك سترا لها وسدا عليها فلا يأتيها الباطل بما يبطلون ، وكما (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) كذلك ليغفر لك كل باطل يأتيك من بين يديك ومن خلفك ، إذ لا يسطع على إبطال حجتك ، وإغراقك في لجتك.
ثم هو (لَذُو مَغْفِرَةٍ) لمن تاب معك أو يتوب (وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) لمن يصر في إبطال أمرك.
(وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ
__________________
ـ الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجة على كل انسان (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).