مما سمعه من الامام (عليهالسلام) ، ودونه عنه ، ويعرف ب «مسند الامام موسي بن جعفر».
وقد وقف علي نسخته المخطوطة في خزانة الكتب الظاهرية بدمشق ، وعرف بها في بحث تفصيلي في مجلته «البلاغ» الصادرة في الكاظمية : ١٣٩٦ ه (١).
وكان لتسجيل مرويات الامام من قبل طلابه النابهين وتدوينها في رسائل وكتب وأطاريح ـ حذر التلف والضياع والنسيان ـ أهمية كبري ذات هدفين في سياق واحد ، الأول : كونها سلاحا معرفيا متميزا بكفايته العالية المتقدمة يقضي فيه علي الجهل والأمية والتخلف.
والثاني : كونها عبارة عن وثائق مكتوبة عن الامام مباشرة لها قيمتها التأريخية الدقيقة. وهما معا مما تحتاج له مرحلة التدوين الموثق للاحتفاظ بذخائر أهل البيت من مصادرها الأولي.
وللأمانة والتقدير؛ فلله در تلك الصفوة المختارة في تحقيق هذه المهمة الريادية بتلك الأجواء القاتمة ، حتي ليعد عملهم هذا ثورة شعواء علي التقاليد السياسية (صفحه ٩١) الموروثة في الغاء دور أهل البيت في المجالات كافة. كما يعتبر هذا الجهد الجبار حيوية نابضة جديدة في احكام الروابط المصيرية الكبري بين الامام وتلامذته ، بحيث تحولت تلقائيا الي أواصر مثبتة من الحب والولاء والتفاني ، فتشابكت العلاقات الأساسية بينهما بحيث عادا ممثلين حقيقيين لتلك الثوابت الأخلاقية في وجه مشرق من الاخلاص والتضحية للمباديء التي يحملها فكر أهل البيت في ميادين العقيدة والحياة ، وبما يتطلب ذلك الاخلاص وتلك التضحية من ثبات ، وجرأة ، وألم ، وخوف ، وقلق ، ومداراة ، وترقب ، وحرمان ، ومأساة. وهذا سبيل النضال
__________________
(١) ظ : محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ١٢٣ ـ ١٤٧.