المنزلة العليا
لم يكن حب الامام الصادق (عليهالسلام) لولده الامام الكاظم (عليهالسلام) عاطفيا ، ولا تقييمه لمكانته أبويا ، والتأكيد عليه اعتباطيا ، وان كانت العاطفة والأبوة أمرا طبيعيا ، ولكن الامام لا يصدر عنهما في النص أو الاشادة أو التقييم ، وانما ينطلق فيما يفيض به من خلال التكليف الشرعي والأداء الالهي ليس غير.
وهذه الظاهرة في السلوك لدي الامام الصادق ايديولوجية رسالية لا يحيد عنها في قول أو عمل أو اقرار ، فهو حينما يصرح باستيلاء حب ولده الكاظم عليه بقوله
«وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبه أحد ...» (١).
انما يعبر عن هدف آخر هو الاعلان بأنه الامام من بعده ، والقائم بالأمر في الناس ، والحجة علي الخلائق ، بدليل قوله لأوليائه : «قد وهب الله لي غلاما ، وهو خير من برأ الله ...» وقال لهم : «فدونكم ، فوالله هو صاحبكم» (٢).
وروي المفيد أن الامام الصادق دعا ولده الامام الكاظم ، وقال لمن عنده :
__________________
(١) الشبراوي الشافعي / الاتحاف بحب الأشراف / ٥٤.
(٢) الشيخ المفيد / الارشاد / ٣٢٥.