تجهيز الامام وتشييعه الي مقره الأخير
وانتخي سليمان بن أبيجعفر المنصور ، وهو عم الرشيد ، فتولي بنفسه الاشراف علي تجهيز الامام وتشييعه ، بعد أن استمع الي شرطة الرشيد تنادي علي جثمان الامام بما لا نستطيع ذكره.
سمع سليمان ـ اذن ـ الضوضاء في النداء ، ورأي تجمعا غير معهود علي الجسر ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا؟ قالوا :
السندي بن شاهك ينادي علي موسي بن جعفر علي نعش.
فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل هذه به في الجانب الغربي ، فاذا عبر به ، فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم ، فان مانعوكم فاضربوهم ، وخرقوا ما عليهم من السواد ...
فامتثل الغلمان ذلك ... ووضعوا الجثمان في مفترق أربعة طرق ، ونادوا : ألا من أراد أن يحضر الطيب ابن الطيب موسي بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق ، فكان التشييع الجماهيري.
وكان هذا الموقف المشرف من سليمان؛ اما بدافع الغيرة والحمية ، واما بدافع الرحم الماسة ، واما بدافع سياسي ، أو بشعور انساني ، أو بذلك بعضه أو كله.