فزع الرشيد من منزلة الامام
انتشر ذكر الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) في الأقاليم الاسلامية انتشار النار في الحطب الجزل ، فقد تناقل الناس أخباره في العلم والحلم والورع والتقوي والانابة والاخبات لله تعالي.
وكان الرشيد أعرف الناس بهذه الحقائق ، وأجرأ الناس علي تغافلها ، وكان الترف السياسي قد طفح الكأس بأنبائه بين صفوف الشعب ، وبلغ الاستياء حده من الأثر والطغيان اللذين طبع عليهما النظام العباسي ، وانكمش الناس من الجور والاستعباد ، وسئم المجتمع العراقي بخاصة من حياة اللهو والعبث والمجون.
هذا وأمثاله كاد أن يطوي بساط الشرعية من تحت هارون وولاته وعماله في الميدان السياسي ، أما في الميدان الديني فلا شرعية للحكم من قبل أبناء الطلقاء تجاه أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وكان لابد للرشيد من اشغال الناس عن النظر في شأن الحكم ، فأعلن الأحكام العرفية ليقمع كل تفكير ـ فضلا عن التحرك ضد النظام في مآسي الحكم وشؤون الدولة حتي قال الناس : انج سعد فقد هلك سعيد ، هذا من جهة ، ومن جهة أخري عمد الرشيد الي سياسة التبعيد والتشريد مضافا