رؤية مجهرية لأسباب سجن الامام
رأيت فيما سبق بيانه في الفصول المتقدمة ، ما كان عليه الامام من عظيم المنزلة وسمو الذات ، وما احتل من شعبية عند الجماهير ، وما هو عليه من كيان رفيع لدي العلماء وقادة الفكر وحملة القرآن ورجال الحديث ، وما امتاز به من الخلق العظيم وكريم الشمائل ، وما جبل عليه نفسه من كظم الغيظ وضبط النفس وسخاء اليد ، وما عرف به من الحلم والصبر الجميل. وفوق هذا كله توجه النظر العقلي الي قيادته الدينية وامامته الشرعية ، يضاف الي ذلك اندماجه الكلي في ذات الله ، ونفاذ بصيرته بأمر الله ، وتمتعه بتلك القابليات الفذة من العلم الفياض بشقيه الكسبي واللدني ، وكونه الامام الماثل الذي تشخص نحوه الأبصار عند الأزمات والملمات.
وقد رأيت فيما مضي آراء الأساطين والفحول وهي تقوم فضله وتشيد بمكارم أخلاقه وتنص علي خصائصه ومميزاته.
كل أولئك مؤشرات بارزة السمات في حياة الامام ، وقيادة الامام ، ومكونات شخصية الامام.
والرشيد في تركيبه النفسي المعقد ، وفي طبيعة ما جبلت عليه ذاته