الامام في خضم التيار الكلامي
واستبق الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) خطا المتكلمين ، وبادر الي الدفاع عن التوحيد ، وأبطل شبهات الانحراف ، وحمل الفكر علي المحجة البيضاء ، كما حدب علي ايصال المفردات الرائدة الي الذهن الانساني بيسر وسماح من خلال ذلك الوهج اللماع لاستلهام الحقائق ناصعة مجردة. فللامام رسالة في التوحيد بلغ بها الذروة في الحديث عن الخالق وصفاته ، وتنزيه الباريء المصور من كل المقولات الضالة ، وافتقار الناس اليه تعالي واستغناؤه عن الخلق ، بما يعتبر سجلا حافلا بأصول التوحيد ، وهو بمعطياته لا نظير له في تأريخ حضارة الانسان.
بدأ الامام (عليهالسلام) في هذه الرسالة : بحمد الله الدال علي وجوده بمخلوقاته ، والمستشهد بآياته علي قدرته.
وذهب الامام أن صفات الله عين ذاته ، فلا يحاط بحد ، بصير لا بأداة ، سميع لا بآلة ، لا تدركه العقول لقصورها عن ذلك ، وهو في غاية الظهور لتجرده عن الحجب ، الديانة معرفته ، وكمال معرفته توحيده ، الي آخر ما