اذا دخل عليهم داخل سروا به ، واذا خرج عنهم خارج لم يجزعوا عليه ، وذلك أنهم علي يقين من أمرهم ، وان أهل الباطل اذا دخل فيهم داخل سروا به ، واذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنهم علي شك من أمرهم ، ان الله جل جلاله يقول : (... فمستقر ومستودع ...) (١).
قال : ثم قال أبوعبدالله (عليهالسلام) : المستقر الثابت ، والمستودع المعار» (٢) ولما صرح الحق عن وجهه ، انتهي أمر هذه الفرقة ، وذهبت أدراج الرياح ، وكأنها لم تكن.
ولئن انشقت فرق الشيعة من الداخل ، فقد انشق المسلمون من الخارج ، فوفدت عليهم الرياح الصفراء يحملها الأعاجم في كثير من الضغط علي النفوس الضعيفة والأحلام الطائشة ، وقد استأثرت الشعوبية بطائفة منهم ، واستقطبت المزدكية والزرادشتية والمانوية جيلا من الناس ، وأسفرت حركات الالحاد والزندقة عن اتباع وسائرين بالركاب ، وقد شاء أربابها تزيين مبادئهم بشعارات براقة لم تظهر حتي اختفت ، ولكنها أثرت في الحياة الفعلية ايما تأثير ، ولكنها عاشت في أوهام العقول ولم تبلغ الأفئدة ، وقد وقف منها المسلمون موقف المناضل المستميت ، وكان الدور الأكبر للامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) بارز السمات والآثار ، فرفضها المجتمع المسلم ، وعادت ادعاءاتها باهتة الألوان ، فما استقرت حتي تبددت ، وما اجتمعت حتي تفرقت.
ولئن أتاح المناخ السياسي لهذه المباديء الوافدة أن تتطاول ، فقد أتاحت قيادة أهل البيت الفرصة للعمل علي الاطاحة بها ، كما ستشاهد هذا في المبحث الآتي.
__________________
(١) سورة الأنعام / ٩٨.
(٢) الكشي / الرجال / ٢٧٨ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ٢٦١.