وقد جرت فيه وفي أمثاله ، انه أراد أن يطفيء نور الله (١).
وقد روي جعفر بن محمد النوفلي ، أنه سأل الامام الرضا (عليهالسلام) : قلت : جعلت فداك ، ان أناسا يزعمون أن أباك حي؟
فقال : «كذبوا لعنهم الله؛ لو كان حيا ما قسم ميراثه ، ولا نكح نساؤه ، ولكنه ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبيطالب ...» (٢).
ومع هذا الشجب المستمر ، والانكار الصريح ، فان فتنة الواقفة قد استهوت جماعة من أعيان الشيعة فيهم الأكابر والأعاظم ، الا أن الله تعالي قد كشفها ببركة الامام الرضا (عليهالسلام) ، فرجع عنها أولئك الذين شكوا بوفاة الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، ثم عادوا لامامة الرضا (عليهالسلام) بعد البراهين والأدلة. وقد استوعب الشيخ الطوسي ذكرهم بأسمائهم وأعيانهم ، بعد أن لزمتهم الحجة ، ولا داعي لاعادة ذلك مع عودتهم الي الهدي (٣).
وكان هذا بحسن التأتي لسيدنا ومولانا الامام علي بن موسي الرضا (عليهالسلام) وقوة حجته ، ونفاذ بصيرته ، وصدق تجاربه ، وقرعه الدليل بالدليل ، وجهره بمعاداة أولئك الأفاقين.
فقد روي أحمد بن محمد قال :
«وقف علي ، أبوالحسن (الامام الرضا) في بني زريق ، فقال لي وهو رافع صوته ، يا أحمد؛ قلت : لبيك ، قال :
انه لما قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله) جهد الناس في اطفاء نور الله ، فأبي الله الا أن يتم نوره بأميرالمؤمنين (عليهالسلام).
فلما توفي أبوالحسن (عليهالسلام) (الامام موسي بن جعفر) جهد علي ابن أبيحمزة وأصحابه في اطفاء نور الله ، فأبي الله الا أن يتم نوره ، وان أهل الحق
__________________
(١) الشيخ الطوسي / الغيبة / ٥٠ ، المجلسي / البحار : ٤٨ / ٢٥٧.
(٢) ظ : الشيخ الصدوق / عيون أخبار الرضا ٢ / ٢١٦ ، البحار ٤٨ / ٢٦٠.
(٣) ظ : الشيخ الصدوق / عيون اخبار الرضا ٢ / ٢١٦ ، البحار ٤٨ / ٢٦٠.