الامام في مرآة التأريخ
كان اللمعان الفكري المتألق في ذهنية الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) يضفي بأشعته الغامرة في نقلة للانسانية عبر مواصفات مثالية في السلوك والأخلاق والحياة والاجتماع ، ولم تكن أفكار الامام في هذا المنحني الفسيح غارقة في دنيا من المآثر الخارقة علي سبيل التحدي ، وانما هي امتداد موضوعي للعقل المفكر الواهب ، وثمرة فعلية للحس العملي الذي نهد به الفكر الامامي من عهد أميرالمؤمنين (عليهالسلام) حتي قيادة موسي بن جعفر نفسه.
وكان هذا التخطيط المنهجي في ذلك المناخ المتفجر الرهيب ، قد أعطي نتائج مدهشة في الثبات الذي كاد أن يتلاشي ويذهب ضوؤه الخافت من الأعماق ، وكان هذا الثبات مرتكزا في الاتكاء علي قاعدة صلبة تعني بعودة (صفحه ٢٨) الاستقرار النفسي بعد أن مني بالقلق والتمزق والانفراط ، وبذلك تحول المجتمع ـ رغم كل المعوقات ـ الي صورته الجديدة في الاعتداد بالشخصية بعد فقدان الأمل بالاصلاح والتوازن.
لقد كان الشعب المسلم يعاني من الغربة القاتلة في ظل الحكم العباسي