تعليمات الامام لتهذيب الشعب المسلم
في أعالي النصح البشري ، وقمة الوعي الاصلاحي تبدو للامام موسي بن جعفر وصايا وارشادات وحكم قصار ، تمثل عصارة الفكر التجريبي في حياة العقل ، أفاض بها الامام نضرة عطرة تتروح بها القلوب ، وتهفو لها المشاعر والأحاسيس ، وهي جزء لامع من ذلك الاشعاع المتوهج الداعي لتهذيب النفس الانسانية ، وانقاذ الهيكل (صفحه ٩٥) الاجتماعي من التداعي والانهيار ، والأخذ بكيان الشعب المسلم الي التماسك والاستمرار ، وكأنها تلك اليد التي تدفع به الي شواطيء الأمن والدعة والحرية من وراء الغيب.
وهي بعد ألفاظ جارية مجري الأمثال في الذيوع والانتشار ، فيها بلاغة القول ، وفخامة المعني ، وجلاء الصورة ، جاءت برصف بياني عفوي جديد ، لاعنت فيه ولا تكلف به ، فهو حديث النفس للنفس. ونداء الضمير للضمير ، وأي ضمير أنقي وأطهر من ضمير الامام موسي بن جعفر ، وهو يريد للمستوي الأخلاقي أن يتطور ، وللذات أن ترتفع عن صغائر الأمور ، وللنفس أن تمتليء نورا وثباتا ويقينا ، وأن يلتقي الوجه الخارجي للانسان