المباديء السياسية المتقابلة
وكانت السلطات القائمة في عصر الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) تنطلق سياسيا من واقع أرستقراطي قائم علي أساس الأثرة والاستعلاء ، بينما كانت سياسة الامام وهي تنطلق من واقع اسلامي متوازن ، معنيا للعدل الاجتماعي المفقود ، وألقا من النصح الكريم في بعث القدرات الانسانية ، ودليلا من القيم التي تشجب عبادة الدولة والأصنام البشرية ، مؤكدة علي المباديء التي تعتبر الانسان مخلوقا رفيعا له كرامته المضمونة في اطار تعليمات الدولة الاسلامية التي تستنكر كون الفرد عبدا للدولة.
ومن هنا كانت الفروق المميزة بين واقعين متناقضين ، واقع الاستبداد المطلق المتمثل بسلاطين الجور ، وواقع الكرامة الانسانية المتمثلة بأفكار الامام.
وكان استنطاق الوثائق التأريخية المحايدة ، واستحضار النصوص الطريفة لحياة الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) في الرصد والتوجيه والتأثير ، قد أحدثت في الأفق العام صوتا مدويا حاول البحث القاء المزيد من الضوء علي معطياته ، وقد تأكد لنا من أبعاده وجوانبه استيعاب الامام المشروع