النشأة المباركة
درج الامام في طفولته وصباه يتفيأ ضلال النبوة ، ويتغذي روح الايمان ، وأدرك من حياة أبيه الامام الصادق (عليهالسلام) عشرين عاما ، ينتهل رافد معارفه ، ويغترف من بحر علمه الهادر ، وابتهج به أبوه ابتهاجا عظيما وهو يافع يحتضن الفكر الناهض ، وينطلق الي الهدف الرائد ، حتي قال أبوه : «الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء ، وسرورا من الأبناء ، وعوضا عن الأصدقاء» (١).
وتمثلت في الامام الأصالة منذ صغره ، وعرف بالشمم والاباء وهو صبي يافع ، وذاع صيته في الآفاق مبكرا ، وسرت هيبته في الأنظار والقلوب ، واعتمرت الضمائر بمحبته حتي قال أبونواس (٢).
اذا أبصرتك العين من غير ريبة |
|
وعارض فيك الشك أثبتك القلب |
ولو أن ركبا أمموك لقادهم |
|
نسيمك حتي يستدل بك الركب |
__________________
(١) الصدوق / عيون أخبار الرضا ٢ م ١٢٧ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ٢٤.
(٢) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٣٢.