الامام ومجابهة الانحراف والتضليل الديني
ومع الصورة الناصعة لأدب المجاملة الفاعل لدي الامام ، وحفاظه المتكامل علي شعيرة التقية الواجبة ، الا أننا نجده وباصرار قد يجابه المركز الأول في السلطة مجابهة صريحة صارمة ، اذا اقتضت الضرورة الدينية ذلك ، واذا كان لابد من الاصحار بالرأي الخارق للأباطيل.
نلمس هذا الاتجاه عند الامام متجاوب الأصداء اذا حاذر من التضليل الديني وخداع المسلمين ، ليصد بذلك الانحراف المتعمد ، ويصون الحقيقة الكبري من الابتذال والضياع.
ومبدأ المجابهة لاعلاء كلمة الحق لدي الامام من خصائصه الثابتة التي أذهلت الكثيرين في عصره ، لأنها ـ عادة ما ـ تكون بأشد اللحظات حراجة ، وعند أصعب المجالات محاججة ، وهي قد تستلزم التضحية ، وتتطلب الجرأة العالية ، وتعني قطع خطوط العلاقات القائمة.
وسجل الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) حافل بهذا التوجه الفريد اذ كان لابد منه لتمييز الواقع عن الدجل ، وتخليص الحق من الشوائب ، وكشف الأقنعة دون محاباة.