العقل والمناخ العقلي المضطرب
قال الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) : «ان ضوء الروح العقل ، فاذا العبد عاقلا كان عالما بربه ، واذا كان عالما بربه أبصر دينه» (١).
وهذا القول أطروحة فريدة يضعها الامام بين يدي العارفين ، فالعقل عند الامام مدار الحجة علي الانسان ، وهو سبيل الاطراد العلمي بما يزنه من دقائق الأمور ، وهو أيضا منار الهداية في الحياة ، حتي اعتبره الامام عدلا لرسالة السماء وقيادة الأئمة فقال : «ان لله علي الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول» (٢).
وبهذه الرؤية نجد اهتمام الامام بالعقل الانساني المجرد ، وعدة من الأصول التي لا غني عنها في تيسير الحياة وضبط النفس ، وهو يسلط الأضواء علي العقل في رصد منابع الخير كلها ، فيقول :
«من أراد الغني بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرع الي الله في مسألته بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ،
__________________
(١) ابنشعبة / تحف العقول / ٢٩٦.
(٢) الكليني / الكافي ١ / ١٦.