تلامذة الامام والتراث العلمي
احتضن تلامذة الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) خزانة التراث العلمي للامام ، ونهض هؤلاء التلامذة بعبء الرواية والتحديث والتأليف والتصنيف ، وشرعوا بمهمة التلقي الحثيث لينهضوا بمهمة الابلاغ والتبليغ ، وما عتموا أن أجادوا فني المدارسة والبحث ، ومن ثم تخصصت كل طائفة منهم بفن من الفنون الأساسية كان أبرزها : علوم القرآن ، الحديث ، الفقه ، الأصول ، الكلام ، الغريب ، المنطق ، الفلسفة ، والانسانيات بعامة.
فكان منهم المفسرون والمحدثون والرواة وعلماء الأخبار ، ورجال التشريع ، وقادة الفكر الامامي ، ورواد الثقافة الحرة ، وحماة التراث.
ولم تكن معارف الامام لتفرض علي الطلاب فرضا في شيء من مفرداتها الموسوعية الضخمة ، وانما كانت حرية الاختيار من ألمع ملامحها ، وارادة التخصص هي الحاكمة في المشروع العلمي ، دون أية ضغوط أو احراجات أو تعقيد ، فالاكراه غير وارد علي الاطلاق في فرض علم معين؛ نعم لا ريب أن علوم الشريعة أسماها منزلة ، وأجداها عائدية ، لأنها من سبل الهداية.
والظاهرة التي تلحظ في الاتجاه كثرة تلامذة الامام ، وتعدد نزعاتهم