العلمية ، والمنظور العام لهذه الظاهرة يؤكد حقيقتين :
الأولي : تتمثل بهذه الأعداد الهائلة لأولئك التلامذة مع وجود الصارف التعسفي لازديادها ، نظرا لاجراءات الضغط السياسي.
الثانية : تتمثل بذلك المخزون الثقافي المدخر وهو يفيض بالحرية والأكاديمية في مجالي التخصص والبحث الطليق علي حد سواء ، وهذا ما نهضت به في بداية القرن العشرين الجامعات الرصينة في العالم ، والا ما كان لدي الأثنيين والاغريقيين قبل المسيح (عليهالسلام) ، حينما كان بعض الفلاسفة يتنعمون الهواء الطلق وهم يلقون دروسهم بحرية في حدود.
ولست أعلم مصدرا حديثيا أو روائيا من موسوعات الامامية الا وعرض لمئات الرواة والمحدثين والعلماء من أصحاب الامام وتلامذته ، يضاف لذلك كتب التراجم والسيرة والفهارس والببلغرافيا (١).
يقول الأستاذ باقر شريف القرشي :
«لقد احتفي بالامام ـ موسي بن جعفر (عليهالسلام) ـ أثناء اقامته في يثرب جمع غفير من كبار العلماء ورواة الحديث ممن تتلمذ في جامعة أبيه الكبري التي أنارت العقل الانساني ، وأطلقته من عقال الجهل ، وقد أفاض عليهم الامام الشيء الكثير من علومه ومعارفه المستمدة من علم جده الرسول (صلي الله عليه وآله) ، كما زود الفقه الاسلامي بطاقات كبيرة من آرائه ...» (٢).
وكان احتفاء هؤلاء التلامذة فيه كثير من الاعداد الحضاري ، وكثير من الحرص المعرفي ، وهناك نص ثمين في هذا السياق رواه ابن طاووس ، والنص هذا يشير الي : أن أصحاب الامام وخواصه كانوا يحضرون مجلسه ،
__________________
(١) ظ : علي سبيل المثال : رجال الكشي / رجال الطوسي / رجال النجاشي / مجمع الرجال / رجال بحرالعلوم / رجال المامقاني / خلاصة العلامة / معجم رجال الحديث / فهرست ابنالنديم.
(٢) باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر : ١ / ٣٣.