ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف ، وأميال ، فاذا نطق الامام بكلمة ، أو أفتي في نازلة ، بادروا الي تسجيل ذلك (١).
وتلامذة الامام كتلامذة غيره من العظماء ، ليسوا في سوية واحدة ، وانما تختلف مراتبهم في الضبط والعدالة والوثاقة ، فمنهم الطبقة العليا الرفيعة المعبر عنهم : بأصحاب الاجماع الذين أشار اليهم الشيخ الطوسي (ت ٦٦٠ ه) بقوله :
«انه اجتمع أصحابنا علي تصديق ستة نفر من فقهاء الكاظم والرضا (عليهماالسلام) ، وهم : يونس بن عبدالرحمن ، وصفوان بن يحيي بياع السابري ، ومحمد بن أبيعمير ، وعبدالله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب السراد ، وأحمد بن محمد بن أبينصر ...» (٢).
ومنهم من هو دون ذلك ، وهو ما تتكفل بالاشارة اليه مصادر الجرح والتعديل عند الامامية.
وهؤلاء أصحاب الاجماع يمتازون بأن لهم مؤلفات وروايات تؤخذ بعين الرضا والتسليم لمضامينها كما قيل أن مراسيل ابن أبيعمير كمسانيد غيره من الثقات.
وقد ألف صفوان بن يحيي أكثر من ثلاثين مؤلفا ، وروي عن أربعين من تلامذة الامام الصادق (عليهالسلام).
وألف يونس بن عبدالرحمن أكثر من ثلاثين مؤلفا نص عليها آلياسين (٣).
وألف عبدالله بن المغيرة الكوفي الخزاز ثلاثين كتابا ، أبرزها : كتاب الزكاة ، وكتاب الصلاة ، وكتاب الفرائض ، وكتاب الوضوء ، وكتاب في
__________________
(١) أورده القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر : ١ / ١٠١ عن الأنوار البهية / ٩١.
(٢) ظ : ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٣٨.
(٣) محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ١٤٤.