الامام واختراق النظام العباسي
واخترق النظام العباسي من الداخل علي يد أولياء الامام ويعلم من الامام ، وكان ذلك يحظي باهتمامه ورعايته ومباركته فيما توصلنا اليه.
فهذا علي بن يقطين ذو الشرف الأصيل والولاء العريق لأهل البيت ، وكان أبوه من دعاة الدولة العباسية ، ونشأ ولده بالقرب منهم ، فكانت ثقة العباسيين به متناهية ، واخلاصه ـ في الظاهر ـ لهم متواترا ، فكان من رجال الدولة أيام المهدي والهادي ، وتقلد منصب الوزير الأول في عهد الرشيد ، والامم يسدد خطاه ، ويخترق بوجوده النظام ، ويدعو له ، ويعضد سيرته في اغاثة الملهوفين ، والدفع عن الضعفاء ، وقد طلب الاذن من الامام أن يتخلي عن منصبه هذا ، فنهاه الامام عن ذلك نهيا شديدا ، معللا ذلك ، ومبرمجا له ، بقوله (عليهالسلام) :
«لا تفعل ، فان لنا بك أنسا ، ولاخوانك بك عزا ، وعسي أن يجبر الله بك كسيرا ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه ، يا علي : كفارة أعمالكم الاحسان الي اخوانكم ، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثا ، اضمن لي أن لا تلقي أحدا من أوليائنا الا قضيت حاجته وأكرمته ، وأضمن أن لا يظلك سقف سجن أبدا ، ولا ينالك حد سيف أبدا ، ولا يدخل الفقر بيتك أبدا ، يا