ولكن أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق الحج ـ ولا أتولاه بنفسي ، ولكن أبعث معه غلماني.
فقال له الامام : أيقع كراك عليهم؟
قال صفوان : نعم جعلت فداك.
قال الامام : أتحب بقاءهم حتي يخرج كراك؟
فقال الامام : من أحب بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم كان واردا للنار» (١).
فما كان من صفوان الا أن باع جماله وترك المهنة ، وكان هذا النكير من الامام والتشديد فيه لئلا ينتظم أولياؤه في عداد أولياء الظلمة وأعوانهم ، وهو ما تحرمه الشريعة الغراء.
ولئن حقق الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) عزل النظام في نضاله السلبي هذا ، فانه قد اخترق هذا النظام من الداخل بما لم يسبق اليه تأريخ الامامية السياسي ، وكان ذلك باقرار من الامام ، حيث استطاع اولياءه المقربون أن يصلوا الي أعالي مراكز السلطة ، وأن يكافحوا أمن النظام العباسي ضدهم بالأمن المضاد الذي ستراه في المبحث الآتي
__________________
(١) ظ : الكشّي / الرجال / ٢٧٦.