موقف الامام من العنف الثوري
وفي ضوء ما رأيت من ثورة الحسين بن علي (صاحب فخ) وحركة يحيي بن عبدالله المحض (صاحب الديلم) وانتفاضات جملة من الطالبيين ، ان الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، لم يستجب لهؤلاء جميعا بالخروج معهم ، أو الانضمام الي تحركهم الثوري. وبغض النظر أن عليهم أن يستجيبوا له ، وليس عليه الاستجابة لهم ، لأنه الامام المفترض الطاعة ، فان الامام بتجربته السياسية النافذة كان قد علم مسبقا بما تؤول اليه هذه الانتفاضات الدموية من الفشل والخذلان ، وأنها لا تستطيع أن تغير بحركاتها الانتحاري شيئا من الواقع السياسي لا فعليا ولا مستقبليا ، وانما هي الدماء وقوافل الشهداء ، وان جلبت النقمة عاطفيا شيئا ما ، لذلك كان موقف الامام منها موقف الحذر المتيقظ ، كما كان موقفه من الثائرين موقف الناصح والموجه.
فقد أورد الكليني عن مولي عبدالله بن جعفر بن أبيطالب ، قال : لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ ، واحتوي علي المدينة ، دعا موسي بن جعفر (عليهالسلام) الي البيعة ، فأتاه الامام ، وقال له : يا ابن عم؛ لا تكلفني ما كلف