وقد هرب من الارهاب الدموي العنيف الي البصرة ، والتف حوله الناس ، ودعا الي نفسه سرا ، واستجاب له جملة من الأولياء ، فساء ذلك الرشيد ، وجد في طلبه ، فما استطاع القبض عليه ، الا أن جلاوزته قبضوا علي صاحبه «حاضر» وحملوه الي الرشيد ، فلما صار بباب الكرخ رفع صوته قائلا : أيها الناس أنا حاضر صاحب أحمد بن عيسي بن زيد العلوي وقد أخذني السلطان» فمنعته الشرطة من الكلام (١).
وجيء به الي الرشيد مقيدا ، فسأله عن أحمد وأنصاره متوعدا ، فقال حاضر : والله ، لو كان تحت قدمي هذه ما رفعتهما عنه ، وأنا شيخ قد جاوز التسعين ، أفأختم عملي بأن أدل علي ابن رسول الله حتي يقتل؟ فغضب الرشيد ، وأمر بضربه ضربا مبرحا فمات تحت السياط ، وأمر بصلبه ، فصلب ببغداد (٢).
فاذا كان هذا الضيم من صنع الرشيد وحده ، فما بالك بأسلافه الهادي والمهدي والمنصور فيما ابتكروه من تصفية العلويين؟؟
__________________
(١) ظ : باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ٢ / ١٠٤.
(٢) ظ : اليعقوبي / التأريخ ٣ / ١٥٤.