قبض عليه ، وأدخل علي الرشيد ، وجري بينهما كلام طويل ، فاستهان به الرشيد قائلا : يا ابن الفاعلة ، فرده العباس ردا عنيفا : «تلك أمك التي تواردها النخاسون»!!
فغضب الرشيد غضبا شديدا ، وما أكثر غضبه في هذه المجالات ، وأمر بأن يدني منه ، فقام اليه بنفسه وضربه بعمود من حديد حتي قتله (١).
وكان هذا وكد الرشيد في ابادة أعيان الطالبيين ، وتحري رجالهم والقضاء عليهم بالقتل تارة وبالسجن أخري ثم التعذيب والسم والابادة أخيرا. وقد جري له أمثال ذلك في كل من :
١ ـ اسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن أميرالمؤمنين (عليهالسلام).
٢ ـ محمد بن يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن أميرالمؤمنين (عليهالسلام).
٣ ـ الحسين بن عبدالله بن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبيطالب. فقد قبض علي هؤلاء جميعا ، وأودعهم السجون الرهيبة ، وأذاقهم صنوف العذاب والتنكيل ، حتي قضوا فيها صابرين محتسبين (٢). وقد أورد الأستاذ باقر شريف القرشي جملة من تفصيلات هذه المآسي التي مر بها العلويون في عهد الرشيد بخاصة (٣).
وقد استظل كثير من الطالبيين بالهرب ، ولاذوا بالاستتار والتخفي من جور الرشيد وبطشه ، فقد كان يجد لذة لا تعدلها لذة في قتلهم ، ويستشعر متاعا أي متاع بالقضاء عليهم ، وكان في طليعة الهاربين : أحمد بن عيسي بن زيد بن الامام زينالعابدين (عليهالسلام) وكان عالما فقيها كبيرا زاهدا (٤).
__________________
(١) ظ : الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٩٨.
(٢) ظ : الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٩٥ ـ ٤٩٦.
(٣) ظ : باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ٢ / ٨٦ ـ ١٠٣.
(٤) ظ : ابنعنبة / عمدة الطالب / ٢٥٩.