قمع التحرك الثوري
وكان سوء الادارة العباسية سياسيا واجتماعيا ودينيا ، وحياة البذخ والسرف والتبذير ، واجراءات القمع الدموي ، والعمل بسنن الجبارين ، كل ذلك قد أثار مشاعر الأحرار والأخيار ضد النظام العباسي في عصر الامام (عليهالسلام).
فأني تلفت رأيت مظاهر الابتعاد عن الاسلام ، وطمس آثار شريعة الرسول الأعظم ، واعادة الخلافة ملكا عقيما ، ومسخ المباديء الأخلاقية ، وتفجر المناخ الاجتماعي بثورة عارمة من العبث والمجون واباحة الخمور ، ومنع الناس حقوقهم في بيت المال ، واستباحة ذمم الأولياء ، واستطالة وعاظ السلاطين ، وكبت الحريات العامة ، واشغال الناس بالبعوث في جبهات القتال ، وتعطيل القرآن واطفاء السنن ، وجعل الخراج دولا بين الظلمة وأعوان الظلمة ، وتسخير الناس خدما ووخولا في مرافق الدولة ومصالح الطغاة ، كل أولئك الفقرات الضخمة كانت عوامل استياء منتشر لطبقات شعبية ودينية من المجتمع ، وكان الجيل الواعي لمشكلات هذه التداعيات ممن يريدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الفروض ، وممن يحاولون استنقاذ الحقوق الانسانية قد أنكروا تلك البدع والأضاليل ، وحاولوا التغيير قدر المستطاع ، ولكن السجون كانت بانتظارهم ، ومعتقل