ايديولوجية تنقل الامام بين عدة سجون
كان الهدف الاستراتيجي من عملية سجن الامام ـ فيما يحسب الرشيد ـ هو تضييع خبر الامام ، وايقاف زحفه الهادر ، سي أن يتناساه الناس ، وتمحي صورته عن الذاكرة ، ومن ثم يتم تنفيذ المخطط اللا انساني باغتياله مع سبق الاصرار ، دون أدني ريب.
ولم يكن الامام بالشخص الذي يتجاهل تأثيره الحكام ولا الطغاة ، ولا هو بالرجل الاعتيادي الذي ان حضر لا يعد ، وان غاب لا يفتقد ، فالصورة علي العكس تماما ، فهو في ضمير الناس أمثولة تقتدي ، وهو في حياة الناس الامام البر التقي النقي ، وهو في الميدان العام سيد الموقف ورائد الحق الصريح ، والسجن في مثل هذا الواقع الشاخص لا يغير شيئا من منزلة الامام ، ولا يطوي صفحة لذكر الامام ، ولا يحقق غاية يسعي لها النظام ، فآثار الامام في حياة المجتمع المسلم لا تختفي بحال من الأحوال.
ولم يكن الاستعجال بقتل الامام يمثل خطة سليمة في نظر الرشيد ، فكان السجن هو الاختيار الأمثل عنده ، عسي أن يكون السجن بديلا يستطيع فيه القضاء علي ذيوع شهرته ، وعسي أن يقال : مرض ، واعتل ، أو
__________________
+القندوزي / ينابيع المودّه / ٣٨٢.