ابن عمك عمك أباعبدالله (عليهالسلام) ، فيخرج مني ما لا أريد ، كما خرج من أبيعبدالله (عليهالسلام) ما لم يكن يريد (١).
فقال له الحسين : انما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه ، وان كرهته لم أحملك عليه ، والله المستعان ، ثم ودعه وانصرف.
فقال له أبوالحسن موسي بن جعفر (عليهالسلام) حين ودعه : «يا ابن عم؛ انك مقتول فأجد الضراب ، فان القوم فساق ، يظهرون ايمانا ، ويسرون شركا ، وانا لله وانا اليه راجعون ، أحتسبكم عند الله من عصبة» (٢).
وأنت تري الامام يدعي الي البيعة والتأييد رفيقا بالثائرين ، مشفقا عليهم ، لا يريد أن يصطدم معهم في شيء ، وبالوقت نفسه لم يثبط من العزم ، ولم يقدح بالقضية ، وكان صاحب فخ مرنا فيما استقبله به الامام ، فلم يرد اكراهه علي شيء ، وانما عرض عليه أمرا لو شاء أن يدخل فيه لرحب به ، ولو كره ذلك لم يحمل عليه ، وقد لمس الامام تصميم صاحب فخ ، فأشعره مصرحا بالحقيقة التي تلقاها من فيض ذلك العلم المخزون ، بأنه مقتول ، وعليه أن يجد في القتال ، فالحاكمون فسقة يظهرون الايمان ويسرون الشرك ، فاستقبل صاحب فخ ذلك برحابة صدر وصدق عزيمة ، فهو يعلم أن الامام يعني ما يقول.
يقول الأستاذ محمدحسن آلياسين :
«ولم يكن امتناع الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) عن تأييد ابن عمه بالخروج معه ، أو حث الناس علي بيعته ، أو اعلان وجوب الانخراط في صفوف الثائرين ، ناشئا من خوف من بطش السلطة ، أو ايثار للحياة علي
__________________
(١) كان محمد النفس الزكية قد دعا الامام الصادق (عليهالسلام) الي الانضمام لحركته الثورية ضد المنصور ، فأبي عليه الامام الصادق ذلك ، وأخبره بفشل ثورته ، كما أخبر بقتله وقتل أخيه من قبل المنصور ، وكان الاخبار بالواسطة عن طريق أبيه وسواه ، والامام الكاظم يشير الي هذا.
(٢) الكليني / الكافي ٣ / ٣٦٦ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ١٦١.