بالمحتوي الداخلي ليشكل كلا لا ينفصل في تهذيب الأفكار. وتلك اشارات ورموز وشواخص لا تجد أمثالها في غير مشروع أهل البيت الحضاري ، فهم للبشرية جمعاء ، وهم للناس في كل زمان ومكان.
والامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) قديس أهل البيت في السلوك والانابة ، ورهباني هذه الأمة في الخشوع والسمت العرفاني ، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر نجده رمز التصدي للانحلال والتدهور ، وقد نذر نفسه من موقع المسؤولية الرسالية لقيادة الأمة ، ومباشرة مشكلاتها في التربية والتعليم والأخلاق وجها لوجه ، فما استلان عودا ، ولا وهن تبليغا ، ولا ضعف أداء ، كيف لا؟ وهو الناطق الهادر بالابلاغ الرسالي ، لم تثنه عن مهمته العقبات ولا النكبات في أقسي الظروف ضراوة ، وأشد العصور استفزازا ، فكان الشاخص الماثل الذي تستطيل له العيون ، فيغمرها هيبة ووقارا وجلالا.
ان هذه النصائح والوصايا المختارة التي ستقرأها بالامكان ـ لو استثمرت استثمارا عقليا مجردا ـ أن تؤدي الي رحاب الحكمة ورياضة النفس بعيدا عن الأوهام والتعالي ، فهي تصور المبدأ العام للآداب الرفيعة ، وهي تعبد الطريق الي تفاعل الضمير مع الحياة ، وتدعو الي التعامل البشري السليم ، وهي بعد : ليست من قبيل الأصوات التي لا تجد لها صدي في التأثير ، بل هي نهج عالمي نظما وتكوينا وفكرا ، ينطلق من ذات عرفت بترسيخ القيم والمباديء ، ومن شأنها أن توفر علي الطالب قراءة عشرات الكتب في تهذيب النفس.
ولا يخالجنا أدني شك أن هذه المقتطفات السائرة من تعليمات الامام تعتبر كنزا من كنوز الاسلام ، حاولنا اختيار نماذج منها تعني بالأدب ، والخلق ، والبر ، والايثار ، والتراحم ، والاحسان ، والارتفاع بالانسان الي انسانيته الفاضلة ، وهي من خزائن علم الامام في الدين والاجتماع والحب